يعرف التطرف بصورة عامة بأنه تبني أفكار أو معتقدات متشددة والتمسك بها  أو أيديولوجيات ، ومع أنه عادة ما يرتبط بالدين ولكنه في الحقيقة قد يتعلق بأي أفكار ومعتقدات ، أما التطرف الفكري فهو انحراف في الفكر، فتُحرّف المبادئ الدينية وتعطى قيمة عكسية لما تعنيه، كأن يبيح المتطرف المحرمات كالقتل والسرقة لخدمة غرض وفكر التطرف.

أسباب التطرف الفكري

فيما يلي أبرز أسباب التطرف الفكري:

• الجهل بالدين:

حيث يرى المتطرف أنه الوحد على الحق وغيره على جهل وضلال ، لذلك هو يقوم بالاجتهاد في قضايا الدين وهو غير مؤهل لذلك، ويحاسب الآخرين لأنهم في نظره منحرفون لا يعملون بما أمر به الله، وينتهي به المطاف إلى استباحة دمائهم وأموالهم.

• انتشار الإسلام الشعبي:

هو الإسلام الذي يتم نقله عبر الأشخاص ذوي الثقافة المحدودة، لذلك إذا ادعى شخص ما أنه متفقه بالدين وحاول إقناع البعض بهذه الأفكار فإنهم يقتنعون بسهولة ويبنى لديهم فهم خاطئ للإسلام قد يتناقض في العديد من الحالات مع تعاليم الدين الصحيحة.

• استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون رقيب:

يستعمل الشباب الإنترنت لفترات طويلة مما يجعلهم صيداً سهلاً لدعاة التطرف الفكري والعنف، حيث يقوم المتطرفون باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي للترويج لأفكارهم واختراق عقول الشباب.

• الواقع الاقتصادي للأفراد:

تسبب السياسات الاقتصادية السيئة إلى خلق فجوات بين الأغنياء والفقراء  وبين المتعلمين وغير المتعلمين وبين ذوي المصالح الاقتصادية الواسعة والفئات الاقتصادية المهمشة، ووفقاً للدراسات فإن سكان البلدان الفقيرة التي تعاني من مستويات بطالة عالية هي الأكثر عرضاً لتنشئ أفكار التطرف والتجنيد من قبل الجماعات المتطرفة.

• البطالة والفراغ الفكري:

البطالة والتوقف عن الإنتاج والإبداع، وعدم الاهتمام بشؤون الثقافة والمعرفة، وعدم تطور الدراسات الفقهية وبقائها على شكلها دون النظر في مستجدات الفكرية والثقافية من أسباب التطرف الفكري.

• المشاكل السياسية والاجتماعية:

تضم عدم الانضباط وتدني الأخلاق  والرشاوي وانتشار الفساد  والإدمان على المخدرات، والاختلاف بين أفكار الآباء والأبناء أو وفاة أحد الوالدين وأفلام العنف، وكل هذه المشاكل قد تسبب إلى التطرف الفكري والانتماء إلى جماعات تدّعي أنها متدينة وتسعى لإصلاح المجتمع وإنقاذ الشباب.

• ضعف انتماء الشباب لأوطانهم:

عدم وجود أي شيء يدعو الشباب للانتماء لأوطانهم وعدم وجود هدف يعيشون من أجله من الأسباب المؤدية إلى التطرف الفكري؛ بحيث يقدمون المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، فيصبح كل ما يشغل الشباب الحياة المادية والمصلحة الشخصية، وهذا يسبب إلى قطع أي انتماء أو ولاء للوطن، ويسبب ذلك إلى كره الوطن والرغبة في الانتقام منه.