يحاولَ الإنسانُ منذُ العصور القديمة في فهم وتفسير السّلوك الانساني؛ حيث يهتمّ الفلاسفة القُدماء بدِراسة النّفس البشريّة، وقاموا بوضع الكثير من النظريّات الفلسفيّة لكي تَفسر السلوك؛ حيث انه قُسّم الوجود الإنساني إلى جسدٍ ماديّ، وروح غير ماديّة، وغيرها الكثير من الآراء التي رفضها علمُ النفس الحديث وسنعرض لكم في هذا المقال اهمية علم النفس وبعض مجالاته.

تعريف علم النفس

من المُمكن ان نعرف علم النفس على أنّه هو العِلم الذي يهتمّ بِدِراسة السّلوك الإنساني بمَفهومِه الشّامل في كل المَواقف الحياتيّة، والعمليّات العقليّة، والانفعاليّة والشعوريّة، أمّا السلوك فهو يشمل جميع الأوجه النشاطيّة للفرد أثناء تَفاعُله مع بيئته، من خلالِ التّعديلات التي يُجريها عليها مهما كانت بَسيطةً لكي يجَعلها أكثر تَناسُباً، وذلك بالإضافة إلى النّشاطات الذاتية التي يُمارسها الفرد لكي يكون أكثر تكيّفاً، وبالتالي يتم تحقيقُ أكبر قدرٍ مُمكن من التوافق النفسي والاجتماعي، وبِذلك فإنّ السّلوكَ دائما يَظهر على شكلين، إمّا سلوك خارجي تفاعلي ومن المُمكن أن يتمّ إدراكه ومُلاحظته من قبل الآخرين، وإما يكون سلوك داخلي غير مادّي او سلوك مادي.

أهمية دراسة علم النفس

يَهتمّ علم النفس في الأصل بمُعالجة السّلوك الإنساني وفهمه، ومُحاولة إحداث التغيير والتّعديل المَطلوب في هذا السلوك؛ أي مُعالجة الظَّواهر المُراد فهمها ودِراستها، وبالإضافة للكشف عن الأسباب الكامنة وراء حدوثها، وتبرز أهميّةُ علمِ النّفس في جانبين:

الجانب النظري

يدرس علم النفس بجوانبه النظريّة للظَّواهر النفسيّة، والأنماط السلوكية الظاهرة على الاستجابات السلوكيّة الخارجية للفرد للتوصّل إلى المبادئ والقوانين العامة التي تتحكم في ظهور الظاهرةٍ، وكيفية ظهورها.

الجانب التطبيقي

يُوظّف علم النفس من خلال الدراسات التطبيقيّة له المبادئ والقوانين النظريّة في عملية التوجيه، والتحكّم في السلوكيّات الإنسانية وتغييرها الى الأفضل دائما، ويتم تصميم علم النفس المعايير التي تعتمد على تمييز السلوكيّات السويّة عن السلوكيّات الشاذة وتكمن أهميّة علم النفس في معرفة فروعه في بعض المجالات :

علم النفس العام

يعتبر هو المَدخل الرئيسي لكل العُلوم النفسيّة، وتظهر أهميّته في وضع الأسس السيكولوجيّة العامّة، فيدرُس السلوك الإنساني في المواضيع الأساسيّة التي يركز علم النفس العام على دِراستها؛ مثل الدوافع، والإدراك، والشخصيّة، والعمليّات العقليّة كالتفكير.

علم النفس الفسيولوجي

يَهتمّ بدِراسة الأساس الفسيولوجي العضوي العام للسُّلوك الإنساني، حيث تظهر أهميّته في دراسة الجهاز العصبي وكيفية عمله، وبالتالي من المُمكن مثلاً فهم كيفية حدوث عمليّة الإحساس والشعور، وطريقة انتقال التيّارات العصبيّة، وذلك بالإضافة إلى فهم طُرق سَيطرة الدّماغ والمخ على الاستِجابات والأنماط السلوكيّة، ويَشرح علم النفس الفسيولوجي الدور المهم للغُدد الصم ومدى تأثيرها على العمليّاتِ السلوكيّة السويّة والغير سوية.

علم نفس النمو

يهتم علم نفس النمو بدراسة الطفل في مراحل النمو المختلفة، وتظهر أهميته في دوره المهم في إثراء معرفة الوالدين في الأسرة والمعليمن في المدرسة بالمراحل العمرية المختلفة التي يمرّ بها الأطفال وخصائصها النمائية التي تتميز بها كل مرحلة عن الأخرى، وبالتالي يتم تقديم المُساعدة لكي يتم فهم شخصيّة الطفل وأنماطه السلوكية، وميوله ودوافعه في كلّ فترةٍ زمنيّةٍ يمرّ بها.