المُراهقة كمرحلةٍ من أهمّ المَراحل العمريّة التي يمر بها الإنسان وكذلك أكثرها حساسيّةً؛ وهذا لكونها مرحلة انتقاليّة تسير بالفرد من مرحلة الطفولة والوَداعة إلى مرحلة الشباب والرّشد، فهي مرحلة نمائيّة كباقي المَراحل الأخرى، إلّا أنّه يتخلّلها تغيير شامل وجذري في جميع الجوانب والظواهر الجسميّة والعقليّة والانفعاليّة والاجتماعية، أمّا فترة المراهقة قد تُعدّ بشكلٍ عام أزمةً عمريّة قد تَنشأ بسببِ الكثيرِ من العوامل وفى هذا المقال سنتحدث عن مشاكل المراهقة.

مميزات مرحلة المراهقة

حيث تتميز مرحلة المراهقة بالنموّ المُتسارع مقارنةً مع المَرحلة السابقة لها والمرحلة والتي تليها، حيث يظهر النموّ والنُّضج في كافة الجوانب والأبعاد الشخصية، كما يسير الفرد نحو التقدم النمائي ومُستويات مُرتفعة من النضج الانفعالي والاجتماعي، بالإضافة الى ارتفاع القُدرة على تحمُّل المسؤولية وتقييم الذات من خلال إدراكِ القدرات والاستعدادات والإمكانات الذاتيّة والتي تصقلها الخبرات وتجارب النجاح والفشل المُختلفة، بالإضافة الى تَطوير مهارات التفكير والتخطيط للمستقبل، وكذلك اتّخاذ القرارات بما يتعلّق بالقَضايا المصيريّة التي تمسّ حياة الفرد الخاصة، إضافة إلى تقدّم النمو بشكلٍ مُتسارع في الجوانب الجسميّة والجنسيّة.

مشاكل المراهقة

حيث يُواجه المُراهق الكثير من المشاكل التي قد يكون منشأها داخلي أو خارجي؛ فإن هذه المَشاكل قد تحول دون الاستقرار النفسي للمُراهق بالإضافة إلى الخلل في عمليّة التوافق الذاتي والاجتماعي، وقد قُسّمت هذه المشاكل على الشكل الآتي:

مشاكل ذاتية

 حيث انها المشاكل التي من المُمكن أن تكون ذاتيّةً ونفسيّة المنشأ، فهي:

مشاكل متعلقة بالذات والمظهر الخارجي

حيث يُراقب المُراهق مظهره الخارجي باستمرار كما انه يهتمّ به بشكلٍ كبير، فيترصّد جميع أنواع التغيّرات والتطورات العضوية والفسيولوجية التي من المُمكن ملاحظتها على المظهر العام وذلك خلال تقدّمه بالسن خلال فترة المراهقة، بالإضافة الى انها تتجلّى في ردات فعل الآخرين من حوله على هذه التغيّرات الجسمية، وفي هذه المرحلة بالتحديد يبدأ الصراع النفسي مع الجسم، حيث يظهر إمّا بالغُرور والتعالي إذا كان يتميّز بالوسامة والأناقة، أو بالانسحاب والتبرير والأساليب الدفاعيّة وذلك لتعويض الشعور بالنقص، حيث ينتج عن هذا الصراع الكثير من الصّفات والسمات الإيجابيّة أو السلبية تظهر باستجابات الفردِ مع من حوله.

مشاكل ناتجة عن الشعور بالخوف

حيث انه قد يُعاني المُراهق من مخاوفَ عديدة تجعل منه فرداً قلقاً وغير مستقر، وقد تكون هذه المَخاوف من الوالدين في المنزل والمُعلّمين في المدرسة، وذلك إضافة إلى الخوف من الفشل الأكاديمي والخوف من الإخفاق، كما تظهر لدى المراهق أيضاً مقاومة للمَخاوف الناتجة عن المَشاكل الاقتصاديّة، وكذلك الفراغ الديني، والنظرة غير السويّة للمجتمع والأصدقاء والتي تظهر بالسخرية والازدراء وكذلك تأنيب الضمير إزاء بعض الأخطاء التي تمّ ارتكابُها مثل الغش في الامتحانات أو توجيه الإساءات للآخرين، كما يُضاف إلى ذلك جميع المشاعر والأحاسيس السلبيّة النّاتجة عن الرّغبة الجنسية المكبوتة، والسّعي المُستمر إلى الاستقلال التام والحرية، فينتج عن كلّ ذلك الخلل في التوافق النفسي والذاتي وبالتالي العجز عن تحقيق الوصول إلى المستوى المطلوب من التوازن، ويهذا يُصبح المراهق فرداً متهوّراً وانفعالياً، أو قد يُصبح شخصاً انسحابيّاً منعزلاً وعدوانياً، كما يعتمد تباين استجابات المراهق على الأساليب السويّة للتنشئة الإسلاميّة والصحية السليمة.

مشكلة عدم التوافق النفسي

 حيث إنّ مشكلة انعدام التوافق النفسي هي من أهمّ المشاكل وكذلك من أخطرها التي من الممكن أن يتعرّض لها المراهق فتجعله متخبّطاً وهائجاً، وينتج عنها الكثير من المشاعر السلبية؛ مثل حالات البكاء والحزن، والقلق، وكذلك الضيق المستمر، وغياب الاستقرار والأمان، وشدّة الاستجابات الانفعاليّة المبالغ بها، بالإضافة إلى عدم استقرار العَلاقات مع الآخرين وتذبذبها، والذي يترتّب عن كلّ ما سبق هو فُقدان الشعور بدوره في الحياة، وكذلك شعوره بالفراغ والعزلة والوحدة، وكذلك افتقار التوازن والعزلة الوجدانيّة، والافتقار العاطفي، والشعور المستمر بأنّ حياته مُهدّدة بالأمراض والحروب، وجميع أنواع المخاطر مع انعدام وجود أحد يحميه.