الديمقراطية الاجتماعية هي أيديولوجية سياسية تدعو الدولة إلى توفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية اللازمة لأفراد المجتمع، وتساعد على ازدياد تنظيم الدولة لوسائل الإنتاج، كما ساعدت الديمقراطية الاجتماعية في الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية باستعمال العمليات السياسية، وتعزيز الحقوق الاجتماعية كحقوق التعليم، والرعاية الصحية، والعمالة المنتجة والأجور العادلة، والسكن .

الهدف من الديمقراطية الاجتماعية

تهدف الديمقراطية الاجتماعية إلى إصلاح الرأسمالية، إذ تدعم الديمقراطية الاجتماعية إلى تطوير النظام الاقتصادي المختلط، كما أنَّها تتوافق مع التنظيم الرأسمالي للإنتاج لكونه يكثر من الفائض المالي، وتساعد على ازدهار الوضع الاقتصادي وكثرة عوامل الإنتاج، كما أنَّ للديمقراطية الاجتماعية دور كبير في تخفيض التفاوتات التي تنتج عن القواعد المتبعة في السوق الحر، كما أنَّها تعمل على دعم وتنمية ريادة الأعمال.

نشأة الديمقراطية الاجتماعية

أسست الحركة الديمقراطية الاجتماعية في عام 1869م، من قِبل السياسي الألماني أوغست بيبل، الذي شارك في تأسيس حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي، وفي عام 1875م، تم دمج حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي مع الاتحاد العام للعمال الألمان، إذ شكل كلاهما الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، وكان أوغست بيبل يعتقد أنَّ الديمقراطية الاجتماعية لا تقام بالقوة، بل عن طريق  الوسائل القانونية المختلفة، وبعدها شجع نجاح الحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا على انتشار واتساع الديمقراطية الاجتماعية في البلدان الأوروبية الأخرى.

الديمقراطية الاجتماعية بعد الحرب العالمية الثانية

بعد الحرب العالمية الثانية، كان للديمقراطية الاجتماعية الأثر الكبير في متنوع الدول، إذ وصلت الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية إلى السلطة في الكثير من دول أوروبا الغربية، كألمانيا الغربية، والسويد  وبريطانيا وبريطانيا العظمى، كما تم وضع الأسس للديمقراطية الاجتماعية المتطورة في أوروبا، وبعدها بدأت الديمقراطية الاجتماعية بالتغير تدريجياً، وخاصةً في ألمانيا الغربية، وعلى الرغم من بدء اختلاف بعض مبادئ الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية.

تراجع الديمقراطية الاجتماعية

تعرضت الكثير من الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية للانهيار في أوروبا قبل عقدين من الزمن، ويرجع السبب في انهيار الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية في انعزالها عن أعضاء الطبقة الوسطى العاملة، والتي تعد القاعدة الاجتماعية، ومصدر القوة الرئيسي للأحزاب الديمقراطية الاجتماعية، وحالياً، تعيد الديمقراطية الاجتماعية أنشاء علاقتها مع القاعدة الاجتماعية والسياسية، والتكيف مع المطالب الجديدة لها.