يتناسب البناء الجسمي وكذلك النفسي للأم مع تربية الأبناء بدءاً من تغذيتهم والاعتناء بصحتهم وملبسهم وصولاً إلى منحهم مشاعر الحب والحنان التي تُكسبهم السعادة والشعور بالأمان كما تدعم الأم نمو أبنائها البدني والعقلي والنفسي، وتُساهم بشكل أساسيّ في دمجهم مع محيطهم الأسري والاجتماعي وتكوين شخصياتهم، ويكون الأبناء أكثر تعلّقاً بأمهاتهم خلال فترة الطفولة المبكرة الممتدة من الشهر التاسع من عمر الطفل حتّى عمر السنة والنصف وفى هذا المقال سنتحدث عن دور الأم في تربية الأبناء.
حيث ترتبط ثقافة الإنسان وعلمه بمحيطه الذي يترعرع فيه، فيكون تأثير الأم في تشكيل ثقافة الأبناء أكبر ما يُمكن وذلك نظراً لقضائهم معظم الوقت معها وتأثّرهم بها، اذ تنقل الأم أفكارها ومعارفها وكلّ ما تؤمن به إلى أبنائها فتنغرس كلّ تلك الأفكار فيهم وتُحدّد هويّتهم الثقافية.
حيث تعتمد ثقافة الأبناء الاجتماعية والسياسية على آبائهم وأمهاتهم، إلّا أنّ الأم تُشكّل أكثر تأثيراً على الأبناء في هذه الجانب؛ وهذا ك من خلال ما تأمرهم به وتنهاهم عنه فيتعلّمون الخير والشر منها، بالإضافة الى أنّها تغرس فيهم الدفاع عن الحق، وكذلك حُبّ الوطن، وتُرشدهم إلى تكوين العلاقات الاجتماعية السليمة.
حيث تؤثّر الأم في إدارتها الاقتصادية للمنزل على فكر أبنائها الاقتصادي، بالإضافة الى أنّ تعبيرها عن رأيها في عمل زوجها يُشكّل رأي الأبناء تجاه هذا النوع من الوظائف أو الأعمال، حيث انه في حال كانت تمدح عمل زوجها وكذلك تُقدّره فسيعتقد الأبناء أنّ نوع عمل أبيهم ذو شأن وأهمية، أمّا إذا كانت الأم تنتقد عمل الأب دائماً فبهذا سيعتقد الأبناء بأنّ هذا العمل غير مُجدٍ وليس له أهمية.
حيث أثبتت التجارب العلمية أنّ أغلب القيم الأخلاقية التي تعلّمها الطفل في المراحل الأولى من عمره اذ تستمرّ معه وذلك حتّى يكبر، فالأم هي من تُشكّل أسس الأخلاق في ذهن أبنائها؛ مثل المحبة والعفة والتقوى، بالإضافة الى تُعلّمهم التفريق بين الخير والشر، وبين الجيد والرديء، وبين الجميل والقبيح.
معلومة مفيدة : لا تتغاضى عن أي تصرف خاطئ من قبل أطفالك فهم مسؤوليتك.
هل كان المقال مفيداً؟
نعم لا