يعتبر اتباع النهج الديمقراطي واحد من أهم العوامل التي تساعد في تحقيق الأمن السياسي سواءً الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي، وذلك لما يساعد به هذا النهج من إعطاء الحقوق والحريات لأفراد الشعب، وعدم تقييده، وتوضح النقاط الآتية بعض المظاهر التي تؤكد علاقة اتباع النهج الديمقراطي في تحقيق الأمن السياسي.

المشاركة السياسية الفاعلة

إذ تعد قدرة الأفراد على المشاركة السياسية من أبرز ركائز الأمن السياسي، إذ باستطاعتهم أن يكونوا جزءًا من عملية صنع القرار حتى ولو بشكلٍ غير مباشر، وذلك يخلق درجة عالية من الوعي لدى الأفراد باحترام الآخرين وعدم إلحاق الأذى بهم، بالإضافة إلى الشعور بالمسؤولية وإعطاء الأولوية للصالح العام مقابل المصالح الفردية.

تنوع الأفكار والاتجاهات السياسية

يساهم مبدأ التعددية السياسية في النهج الديمقراطي على ضمان حرية الأفراد على التعبير عن آرائهم السياسية، واختيار الحزب السياسي الذي يُوافق أفكارهم وتطلعاتهم بدون أي قيود أو ملاحقة أمنية؛ بشرط الالتزام بالقوانين وعدم التعدي على حقوق الآخرين.

حقوق الإنسان

تُحقق الديمقراطية أبسط المبادئ في حقوق الإنسان التي بدورها تعد من أبرز مقومات الأمن السياسي؛ الذي يُحافظ على عدم انتهاك أي من حقوق الإنسان في التعبير عن آرائهم وأفكارهم.

الشعور المشترك بالدفاع عن الدولة

إنَّ تعزيز مفهوم الديمقراطية وتطبيقها على أرض الواقع يساهم على أن تكون المسؤولية مشتركة بين الشعب والأجهزة الأمنية في الدفاع عن الدولة عند تعرضها لأي أزمات داخلية أو حروب خارجية من أجل الحفاظ على كرامة الوطن وتحقيق الأمن والاستقرار للدولة.

تطور المجتمع وتماسكه

إذ أنَّ افتقار أفراد المجتمع للحرية والديمقراطية يؤدي ذلك بهم إلى الانحدار في تقدم المجتمع وعدم تقديم الأفكار التي تساهم على تطوير المجتمع، ممّا يسبب إلى حدوث الخلافات والنزاعات بين فئات المجتمع المختلفة الذي يهدد استقرار الأمن السياسي للدولة

مفاهيم ومصطلحات أساسية

مفهوم الديمقراطية

تُعرف الديمقراطية بأنَّها نظام الحكم الذي تكون فيه السلطة ممتده من الشعب بحيث لا تكون مُرتكزة في شخص أو فئة واحدة مُحددة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الديمقراطية تكثر في أنواعها وأشكالها، ولكنها تَشترك جميعها بوجوب حرية الأفراد في التعبير عن آرائهم وقدرتهم على المشاركة السياسية الفاعلة.

مفهوم الأمن السياسي

يُعرف الأمن السياسي بأنَّه هو ما تفرضه أنظمة الحكم على نفسها من ضمانات للشعب من أجل حمايتهم وعدم استخدام القمع السياسي ضدهم وتحررهم من الخوف، ونشر الأمان والاستقرار لكل فئات المجتمع بدون أي نوع من التميز والحفاظ عليهم من أي حروب أو نزاعات مسلحة، ويُمكن أن تسبب إلى تهجيرهم من بيوتهم، بالإضافة إلى الالتزام بحقوق الإنسان والمساواة في جميع المجالات على اختلافها وتحقيق مبادئ الحرية .