من المعلوم أن الوطن العربي قد ظهر في تاريخه قيام عدة حضارات في مواطن مختلفة منه، وقد انسجمت وتكاملت هذه الحضارات العربية القديمة فيما بينها، وكانت قد أثرت وتأثرت في الحضارات المحايدة لها في العالم القديم والحضارات اللاحقة لها، ومن أبرز الحضارات العربية القديمة ما يأتي ذكره.

الحضارة السومارية

أنشأت في الجنوب الشرقي للعراق على أرض ما بين النهرين دجلة والفرات، وتعتبر الحضارة السومارية من أقدم حضارات العالم، إذ يُشار إلى أنها من أوائل الحضارات التي نشأت، في عام 3500 ق. م وحتى عام 2000 ق. م، وفي القرنال 25  قبل الميلاد وسعت رقعتها من جبال طوروس إلى أن وصلت لجبال زاغروس في إيران، ومن الخليج العربي لتمتد إلى البحر المتوسط. وقد سميت مدينة سومر بذلك نسبة للشعب السوماري، وتقديرًا لإنجازاتهم وعرفانًا بجهودهم، وقد اندثرت هذه الحضارة لتندمج بحضارة الآشوريين وحضارة بابل، وقد رجح المؤرخون أن السومريين هم خلف قوم نوح عليه السلام، حيث أنهم عاشوا قريباً من جبل جودي الذي يقع شمال العراق وهذا بعد حادثة الطوفان، وقاموا بأنشاء حضارتهم جنوب شرق العراق.

الحضارة البابلية

بنيت الحضارة البابلية عام 1894 ق. م واستمرت حتى 1165 ق. م، وتعتبر من أقدم الحضارات التي أسست على ضفة نهر الفرات، وقد صارت مدينة سومر عاصمة للبابليين

الحضارة الكنعانية

أسست هذه الحضارة في فلسطين، حيث سكنها الناس عام 3000 ق. م، وقد سمي سكانها بالكنعانيين، وقام الكنعانيون بأنشاء عدة مدن في فلسطين، ومنها: القدس وأريحا وبيسان ونابلس وحيفا وعكا وبيت لحم،  وبئر سبع وأسدود وعسقلان  ثم جاء بعدهم العبرانيون بعد ذلك بمئات السنين.

حضارة الأنباط

لقد أسست حضارة الأنباط على يد الأنباط والذين قدموا من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وشمال الحجاز، وكانت اللغة العربية هي لغة الكلام فيما بينهم، بينما كانت اللغة الآرمية هي لغة الكتابة، وكانت التجارة عندهم هي الرسمي في مجال العمل. وكانت ديانتهم تأمرهم بأن يقدسوا كل موجودات الطبيعة كسائر أبناء العرب قبل الإسلام، وكان فن العمارة متأثرًا بعلوم بلاد الرافدين وجنوب شبه الجزيرة العربية وذلك بسبب العلاقات الاقتصادية والسياسية.

حضارة مصر القديمة

شكّلت حضارة مصر مجموعة من الحضارات، من ضمنها حضارة نقادة الأولى التي تصل على طول نهر النيل، والتي يُشار إلى أنها تنتمي إلى حضارات العصور الحجرية، وكان لها الكثير من الإنجازات في متنوع المجالات، وبعد ذلك بدأت تتشكل حضارة مصر الكبرى بجهود الملك مينا.