يبعد جبل النور قرابة 10 كيلومترات إلى الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الحرام الواقع في مدينة مكة المكرمة، وقد سمّي بهذا الاسم نظراً لكون أنوار نبوة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- قد ظهرت أول ما ظهرت منه؛ ذلك لأنّ هذا الجبل يشمل على غار حراء الذي كان الرسول الأعظم يعتكف فيه لفترات طويلة من الزمن، وقد شهد هذا الغار نزول الوحي على قلب الرسول الكريم، وأوّل ما نزل من القرآن كانت آية اقرأ من سورة العلق.

نزول الوحي

نزل الوحي على النّبيّ صلى الله عليه وسلم في غار حراءٍ في جبل النُّور وهو يتعبّد فيه، فقال له جبريل عليه السَّلام أوّل آيةٍ نزلت من القرآن:"اقرأ"، فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ- أي لا أجيد القراءة- فالنّبيّ صلى الله عليه وسلم كان أُميًّا لا يُجيد القراءة والكتابة، فكرّر الأمر 3 مراتٍ، ثُمّ نزلت بقيّة سورة العلق، ومن هنا ابتدأت الدّعوة المحمديّة وابتدأ تكليف الرَّسول الكريم بمهام الرِّسالة.

مكانته الدِّينيّة

بداخل جبل النُّور تجويفٌ على هيئة كهفٍ منحوتٍ في الجبل بشكلٍ طبيعيٍّ، بمساحةٍ تصل 5 أذرعٍ مربّعةٍ، ويتّسع لجلوس 5 رجالٍ بجانب بعضهم البعض، وهذا التجويف له بابٌ في الجهة الشَّماليّة، ويُعرف باسم غار حراء. غار حراء هو الغار الذي كان يتعبّد فيه الفرسول صلى الله عليه وسلم أيام الجاهليّة؛ حيث كان يتوجّه إلى غار حراء، ويتواجد فيه عدّة أيامٍ متأمّلًا متفكّرًا في ملكوت الله وفي الكون والسَّماء زاهدًا في الدُّنيا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يُنكر عبادة الأصنام الصَّماء، بفطرته السَّويّة ولذلك كان يتوجّه للغار للانفراد بنفسه، وللعبادة والتأمّل.

زيارته

تكثر أسباب زيارة جبل النُّور فمنها لغاية التَّقديس وأخذ البركة، والتَّمسُّح به طلبًا للبركة والعافية، واستجابة الدُّعاء، وتحقيق الأماني والمطالب، والشِّفاء من المرض، ورفع المصائب، كُلُّ هذه الأمور وغيرها لا أساس لها من الصِّحة، وهي من الأمور المُحرّمة المبتدعة في الدِّين الإسلاميّ؛ فلا يجوز التبرك أو التَّوسُل بالحجر، أو المكان مهما بلغت قداسته، ومكانته الدِّينيّة في النُّفوس؛ فالنَّفع والضرّ بيد الله وحده.

شكل جبل النور

لا يشبه جبل النور أي جبل آخر من جبال العام؛ وذلك بسبب شكل قمته المشابهة بشكل كبير لسنام الجمل، وهذا الشكل جعل الجبل متميزا ومشهوراً عند النظر إليه،وتشبه قمة جبل النور شكل الطربوش الذي يوضع على الرأس وهو جبل فريد الشكل، وتبلغ قاعدته بجبيلات أخرى تمتد حوله من مختلف الاتجاهات، ويرتفع مقدار 642م، وينحدر بشكل كبير من ارتفاع 380-500 م، ثم يأخذ المنحدر شكل الزاوية القائمة حتى قمته، وتبلغ مساحة الجبل 5 كيلومترات مربعة و 250 متراً مربعاً.