القدس عاصمة دولة فلسطين، وكلمة القدس تعني الطهارة والبركة، تسمى أيضا ببيت المقدس والذي يعني المكان المطهر من الذنوب، وهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين التي يشدّ إليها الرحال، ويرجع ذلك لما جاء في آيات القرآن الكريم، ونصوص الأحاديث النبوية الشريفة.

الموقع الجغرافي للقدس :

مدينة القدس تقع فوق هضبة، وفي منتصف جبال نابلس من الجهة الشمالية، وجبال الخليل من الجهة الجنوبية، والتي يصل ارتفاعها عن مستوى سطح البحر المتوسط ما يقارب 775 متراً تقريبا ، وتبتعد عنه 52 كيلومتراً، ويصل ارتفاعها عن مستوى سطح البحر الميت ما يقارب 11500 متراً.

القدس تاريخياً:

للقدس تاريخ عظيم، فيسكنها اليبوسيون، وهم من الكنعانيين الذين استقروا فيها، وأيضا من العرب الأوائل الذين أقاموا في الجزيرة العربية ونشأوا في أنحائها، ونزحوا عنها ليعيشوا في أرض فلسطين، ويعتبر من أشهر ملوكهم هو ملكي صادق والذي يعدّ أول من قام بالتخطيط لبناء القدس، ولهذا يعتبر اليبوسيون بأنّهم أول من بنى القدس، وكانوا يسمونها يبوس، كما اشتهر ملك يبوس بالتقوى وحبه للسلام، ويطلق عليه ملك السلام، لذلك سميت مدينة القدس بأسماء من هذا المنطلق، مثل: سالم، وأوروسالم، وشالم.

عمل اليبوسيون على بناء سور القدس، وكان هذا قبل 2500 سنة ق.م، وكانت فكرة بناء السور لتحصين وحماية المدينة، وذلك لأنّها كانت مطمعاً للغزاة والمحتلين، وتعاقب الفاتحون والغزاة على أرض فلسطين وغيرهم، وبالرغم من هذا ما زالت فلسطين محافظة على الطابع العربيّ الخاص بها وبسكانها.

أهمية القدس الدينية:

تعتبر المدينة مكاناً مقدّساً للديانات الإبراهيمية الثلاث، وهي: الإسلاميّة، والمسيحيّة، واليهوديّة، فالمسلمون يقصدون المسجد الأقصى، والذي يعد ثالث مكان مقدّس في الإسلام، واليهود يُقدّسون الجدار الغربيّ، وهو كلّ ما تبقّى من المعبد الكبير الذي دمّره الرومان، والمسيحيون يذهبون إلى كنيسة القيامة (كنيسة القبر المقدّس).

وتعتبر القدس مهبط الوحي، وأرض الأنبياء، فقد قيل إنّ داود بناها وأكمل من بعده سليمان، وبعدما فرغ من بنائها طلب من الله أن تكون القدس هي المكان الذي يغفر الله فيه ذنوب عباده، وأن يغفر لمن يصلي فيها، وأن يُغني فقيرها، ويشفي مريضها،وكلّ رقعة في بيت المقدس لها وقع كبير في نفوس المسلمين والنصارى، كما يوجد أيضا فيها قبر السيدة مريم المصطفاة على نساء العالمين