تعتر روما من مدينة أوروبيّة عالميّة توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً التي تُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا وعاصمة منطقة لاتسيو حيث انها تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة حيث تُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد وللسلطة التشريعيّة والقضائية وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين والمكاتب الرئيسيّة لاكبر الشركات الإيطالية والكثير من الشركات متعددة الجنسيات وعلاوةً على ذلك تُعتبر روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا:

شهدت بداية العصور الوسطى حوالي عام 476ميلاديا سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة الذي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث انها مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن من الميلاد وفي عام 1861ميلاديا تأسست مملكة إيطاليا وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي حيث بقيت تحت السيطرة البابوية وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867ميلاديا لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما حيث وجدو القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة وكان في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870ميلاديا بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما والذي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870ميلاديا ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871ميلاديا ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا:

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا لعدة أسباب، والتي من أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ والذي مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، والتي اكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل فقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل العبادة رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة