تعد الحضارة الصّينية من أقدم الحضارات العالمية، وتتميز بكونها أسست لثقافة عريقة امتدت على مدى أكثر من 5 آلاف سنة، عرفت هذه الحضارة باهتمامها بالحرف اليدوية، وتشجيع أبنائها عليها، حيث كانت هذه الحرف من أبرز الوسائل التّي ستسعي طريق هذه الحضارة لتحقيق الانسجام بين الإنسان، والطّبيعة، وجاءت شعبية الحضارة الصّينية من خلال طريق التّجارة الذي كان معروفاً باسم طريق الحرير.
تمتاز الحضارة الصّينية منذ القدم بسحرٍ خاص دفع العديدين للبحث عن سمات هذه الحضارة، وخصائصها، وأسباب استمرارها لآلاف السّنين، لذلك لا بد من أنَّ الخصائص التّي بنت هذه الحضارة كانت عميقة ومؤثرة، وسيكون من المهم الاطلاع على شيء منها، وفيما يلي سنذكر بعضها
تضم هذه الحضارة ما يقارب 65 مجموعة عرقية، فكان هذا التّناغم العرقي، وهذه التّعددية المتمازجة مع بعضها بشكل لافت لا يوجد له مثيل في التّاريخ، هو نواة القوة التي نشأت لحضارة عظيمة، وثقافة متفردة، وعميقة الأثر.
الحروف الصّينية تعد من أقدم الرموز الكتابية في العالم، حيث كانت اللّغة، والكتابة هي السّمة التي ساعدت في صنع الوحدة العرقية، وصنع الثّقافة الواحدة، وكان ذلك بفضل وجود شخصيات اهتمت بالثّقافة، وكانت هذه الشّخصيات بثقافتها العالية الوطن الرّوحي الذي ضم كل فئات الشّعب، ووحّدها.
كانت الثّقافة الصّينية المتمثلة بشخصيات روحية معتبرة، تدعو لمعرفة قيمة الإنسان، وكونه كياناً لا يسيطر عليه أي شيء في هذا الكون، وتلك النّظرة التّي ترى في الرّوح الإنسانية صفة عليا لا يتخطاها شيء، ترى بنظرة فلسفية المحافظة على الانسجام بين الإنسان، والطّبيعة.
كان السّلام، والوئام من القيم العليا التّي تبنتها الثّقافة الصّينية القديمة، فصبت العديد من الجهود للسّعي لتحقيق الانسجام، والسّلام، وطرحه كقضية تضم الفرد وتعميقه في قلوبه النّاس، والأسرة، والمجتمع، والأمّة، والبلد بأكمله
تأتي هذه الخصdصة من أساس احترام الإنسان، واحترام تفرده حتى في اختلافه، الأمر الذي لا يلغي إيجاد أرضية مشتركة تجمع هذه التّفردات، وتسعى لصنع وحدة بتعزيز التّبادل المشترك، والتّنمية المشتركة.
غرست الحضارة الصّينية القديمة معانٍ ثمينة في نفوس أبنائها، فاللّطف مع الآخرين، والمبادرة بالإحسان إليهم هو الأصل عندهم، وكان مبدؤهم في ذلك عامل النّاس كما تحب أن تعامل.
عرف الصّينيون كيف يحققون المعادلة الصّعبة، بجعل الوطن هو المنزل الصّغير، وهو نفسه البلد الكبير، فالبلد عندهم ليس قطعةً جغرافية،وروحية مهمة عندهم وتبجيلهم لشخصيات ثقافية، ، جعلهم يتماشون مع فكرة النّظام الأبوي في المجتمع، والبلد.
معلومة مفيدة :
هل كان المقال مفيداً؟
نعم لا