تأسست في الأراضي التركيّة الكثير من الحضارات الإنسانيّة المختلفة على مرّ العصور، بدءاً من الحضارة الحيثيّة، والإغريقيّة، والرومانيّة واليونانيّة القديمة، ، والبيزنطيّة، والحضارة الإسلاميّة العريقة، حيث تعد دولة تركيا من أغنى الأراضي في العالم من حيث امتلاكها على آلاف الآثار السياحيّة والمعالم التي تعود إلى قديم الزمان مثل القصور والمعابد،والمساجد العتيقة، والكنائس التاريخية  والمدن، والأديرة القديمة، ، والحدائق الغنّاء، وتعتبر مدينة آيدن من أبرز الأماكن التاريخيّة المكتشفة في تركيا.

موقع مدينة آيدن التركية

توجد مدينة آيدن في ولاية بايبورت وتحديداً في الشمال الشرقي للأراضي التركيّة، على بعد حوالي 5 وعشرين كيلومتراً، أي ما يقارب ال 16 ميلاً غرب محافظة آيدن، وتعد مدينة آيدن من أبرز المدن الجاذبة للسياح في تركيا بل في العالم أجمع؛ لأنها تعود إلى آلاف العصور السالفة، فتعد بذلك معلماً تاريخيّاً مهماً، بالإضافة إلى أنّها مدينة سكنيّة موجودة تحت الأرض.

اكتشاف مدينة آيدن التركية

تعد هذه المدينة من المدن التي تم اكتشافها حديثاً من خلال  الصدفة البحتة، وذلك عندما تم تشييد بعض المباني، إذ استلزم ذلك الأمر القيام ببعض أعمال الحفر حيث تم اكتشاف هذه المدينة عام 1988م، إلا أنّ هناك بعض المصادر التي أثبتت أنّ تاريخ اكتشاف هذه المدينة يعود إلى عام 1999م، ويشار إلى أنّ تاريخ هذه المدينة يرجع إلى ما يقارب 3 آلاف عام حسب اعتقاد الباحثين في علوم الآثار، كما يُعتقد أنّ المسيحيين الأوائل هم من بنوا هذه المدينة واستقروا فيها؛ وذلك هرباً من بطش وظلم الرومان في ذلك الوقت.

طبيعة مدينة آيدن التركية

لعل أكثر ما يميز هذه المدينة العديد من القاعات والممرات الموجودة فيها، والتي تشكلت بفعل الصخور البركانيّة أو من خلال  نحت هذه الصخور، حيث تم ذلك دون استخدام أي مادة من مواد البناء حسب اعتقاد علماء الآثار والحفريات، وقد تم بناء هذه المدينة على عمق يتراوح بين الاثنين وحتى 5 أمتار أسفل الأرض، ويبلغ طول هذه المدينة حوالي كيلومتر، كما أنّ هناك مجموعة من الأعمدة المخروطيّة الموجودة على الممرات، والتي يُعتقد بأنّه تم بناءها في ذلك الوقت لأغراض التهوية والمراقبة، ويقع على باب هذه المدينة صخرة مستديرة لإغلاقها وعزلها عن العالم الخارجي، ويُعتقد بأنّ المسلمين استخدموا هذه المدينة بهدف التخزين، وتوجد المدينة في الوقت الحاضر تحت حماية المجلس الثقافي المخصص لشؤون حماية التراث الطبيعي، وفي عام 2080م تم فتح هذه المدينة على امتداد مساحتها للزوار والسائحين من جميع أنحاء العالم.