لعلم تفسير القرآن الكريم أهمية بالغة تتمثل في فهم القرآن بطريقة أفضل ومعرفة الأحكام الشرعية الواردة فيه، كما يعمل أيضا على تثبيت أصول العقيدة في النفس، بالإضافة إلى المساعدة على معرفة أحداث السيرة النبوية وأخبار الأمم السابقة، وفيما يأتي شرح لهذه المنافع

فهم القرآن الكريم

وضع الله -تعالى- الأحكام التي تنظم للمسلم كافة نواحي حياته، وجُمعت هذه الأحكام والمواعظ في القرآن الكريم، وبيّن نبي الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أهمية التمسّك بكتاب الله؛ لأنه سبباً في الهداية، وهذا من أهم أسباب الاهتمام والإقبال على تفسير القرآن الكريم.

معرفة الأحكام الشرعية

يتضمن القرآن الكريم العديد من آيات الأحكام؛ وهي الآيات التي تحمل أحكامًا شرعيّة توضّح حكم العبادات وكيفية بعضها، فكان التفسير ضرورةً في فهم الحكم الشرعي لتحرّي ما حرّم الله وما أحلّ لعباده، ومعرفة آيات الأحكام التي تُفسّر بعضها، والتي شرعها القرآن الكريم ولم يبيّن كيفيتها، فتحتاج إلى بحث وتفسير من مصدر آخر من مصادر التشريع الإسلامي.

تثبيت أصول العقيدة

يعتبر القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع، فقد يتضمن كافة أصول العقيدة، وهي التي بيّنتها السنة النبويّة وعُرفت بأركان الإيمان؛ وهي الإيمان بالله -تعالى-، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وأهميّة التفسير في ذلك هي إعانة العبد على تثبيت هذه الأصول الإيمانيّة، وترسيخها في قلب القارئ للقرآن الكريم.

معرفة أحداث السيرة النبوية

كان نزول القرآن الكريم منجّمًا، أي إنّه نزل على دفعاتٍ بحسب الوقائع والأحداث التي حدثت في زمن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وعديد من أسباب النزول كان سببه الأحداث التي وقعت مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-

ولا يمكن معرفة أسباب النزول إلّا بتفسير القرآن الذي يتضمن قصص من سيرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وبالتالي يعين التفسير على معرفة أحداث السيرة النبويّة، ومعرفة القصة وفهم المراد منها.

التعرف على أخبار الأمم

يوضح القرآن الكريم العديد من قصص السابقين التي لم يكن للنّاس سبيل إلى معرفتها والقطع بصحتها سِوى في القرآن الكريم، فبيّن الله -تعالى- للناس قصص الأنبياء السابقين ودعوتهم لأقوامهم، وبيان حال أقوام وأناس مرّ على قصصهم الوقت الكثير.

وكان للتفسير أهمية  في ذلك توضيح هذه القصص وربْط الأحداث ببعضها، حيث كانت القصة الواحدة ترد في أكثر من موضع في القرآن الكريم، فوضع المفسّرون مؤلفات عديدة عن قصص القرآن الكريم بناءً على فهم هذه الآيات.