يعرف النّفاقُ في اللغة مأخوذ من الستر، ومخالفة الظاهر للباطن، وقد وضح أهلُ العلم النفاقَ بأنّه إظهار الإسلام، وستر الكفر، فالمنافق هو الذي يقول بلسانه، أو يعمل بجوارحه شيئاً في الظاهر، ولكنّه يبطن خلافَه، ويتبيّن من التعريف السابق أنّ المنافقَ كذاب محتال متردد

صفات المنافقين العامة

إن من أهم ما يتصف به المنافقون بشكل عام الصفات التالية:

• الإكثار من الكذب في الحديث
• إخلاف الوعد، فلا يكاد يقطع وعدًا حتى يخلفه، ولا يلتزم بالعهود التي يعطيها لأحد
• خيانة الأمانة؛ إذ لا يمكن ائتمانه على شيء
• الفجور في الخصومة، فبمجرد أن يخاصم أحدًا حتى يظهر للناس جميع أخطائه، ويكشف جميع أسراره لهم، ويفضحه بينهم.
• من أهم الصفات أنه يكون مواليًا ومحبًا لأعداء الدين، ويكون كارهًا ومبغضًا للصالحين والمصلحين من المسلمين.
• من أهم الصفات كذلك أنه يكون ممكن يكيدُ للمسلمين ويخدعهم.
• يكثر الحلف بالله -عز وجل- وكل حلفه كاذب.
• لا يعجبه حكم الشرع، ويأخذ منه ما وافق هواه فقط.
• يستكبر عن قبول الحق، ولا يذعن له.
• لا يذكر الله إلا قليلا .
• يكثر الاعتداد بنفسه، والتوكل عليها، ويزدري الصالحين.

صفات المنافقين في الحرب

إن للمنافقين مجموعة من الصفات التي تمتاز أثناء الجهاد والحرب، والتي ظهرت في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإن أهم هذه الصفات ما يأتي:

• التراجع من المعركة، والرجوع والتسلل والانسحاب، فهو لا يرجو نصرًا في الدنيا، ولا ثوابًا في الآخرة.
• ظهور السعادة عليهم بعد تخلفهم عن معركة من معارك المسلمين، ومثال ذلك فرح المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك التي كانت في شدة الحر.
• إن المنافقين يتميزون بأنهم لا يسارعون إلى فعل الخير، ويتخلفون عن الصلوات، وكذلك في الحرب فإنهم لا يقاتلون إلا قليلًا، ويثبطون المؤمنين كذلك.
• الخوف والجبن فلا يمتلكون الشجاعة للقتال أو المواجهة، وأيضًا موالاة الكفار السعادة بنصرهم.
• من صفات المنافقين أيضًا أنهم كانوا إذا أصابهم خير أرجعوه إلى الله -سبحانه وتعالى-، وإذا أصابتهم سيئة تشاءموا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وقالوا هذه من عندك، وأنها إساءة تصرف من المسلمين.

الوقاية من النفاق والمنافقين

بعد معرفة صفات المنافقين، والوقوف على خطرهم، ينبغي للمسلمين الوقاية منهم، وفيما يأتي بيان بعض الوسائل للوقاية منهم:

• معرفة صفاتهم وأساليب كيدهم من القرآن الكريم.
• البراءة ممن بان عليه علامات النفاق، وقام بأعمال المنافقين، واجتناب موالاتهم.
• عدم الثقة بكلامهم ، ووضعهم موضع الشك دائما والحذر من فتنهم وإرجافاتهم، فهم دائماً ما يسرعون للفساد في صفوف المسلمين، والأصل سوء الظن فيهم. إحسان الظن بالمؤمنين، وعدم الالتفات إلى ما يتّهمهم به المنافقون، فقد قال تعالى: (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)
• منعهم من الوصول إلى المراكز المهمة وإخراجهم من صفوف المسلمين.