بيّن الله من الذي يستحقون الزكاة في كتابه الكريم، وهم ثمانية أصناف، قال -تعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ).وقد فرض الله -تعالى- الزكاة على الأغنياء، وأمرهم بدفعها بعد حسابها إلى ثمانيّة أصناف في القرآن الكريم، وختم الآية بأنّه عليمٌ؛ أي بِمصالح عباده، و حكيمٌ؛ فيما فرضه عليهم، ولا تخرُج الزكاة إلا لهذه الأصناف الثمانيّة
قد كثرت آراء الفقهاء في تعيين حالة الفقير والمسكين، ومَنْ الذي حالته تعد أدنى من الآخر، فالفقير عند الشافعية والحنابلة حاجته أكثر من حاجة المسكين، واستنتجوا على ذلك من القرآن الكريم، لقول الله -تعالى-: (أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ)،فذكر المساكين قبل الفقراء دليلٌ على أنَّ حاجتهم أشدُّ، أما الحنفية والمالكية فالمسكين عندهم حاجته أكثرُ من حاجة الفقير، واستدلّوا بذلك من القرآن الكريم، لقول الله -تعالى-: (أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ)، فالآية تدلُّ على أنَّ المسكين مُلقى على التُّراب من شدّة الجوع.
هم الجُباة الذين يقومون بجمع مال الزكاة، والحفاظ عليها، وتوزيعها على من يستحقّها.
هم يكونوا مسلمين أو غير مسلمين، وقد يكونوا شرفاء أو أعزّاء في قومهم أو قبيلتهم، فغير المسلم يُرجى بعطيّته إسلامه أو دفع مضرّته عن الإسلام والمسلمين، والمسلم يُرجى بعطيّته حُسن إسلامه وإسلام نظيره، وتكون العطيّة بالقدر الذي تتحقّق به المصلحة.
هم الأرقّاء والمكاتَبون والعبيد الذين تُصرف الزكاة لعتق رقابهم في سبيل الله -عز وجل
الغارم يكون على حالتين ؛ الأولى شخصٌ تراكم عليه الدين ولا يستطيع أن يؤدّيه، فيُعطى من الزكاة لسداد الدَّين، والحاله الثانية شخصٌ غارمٌ من أجل الإصلاح بين عائلتين أو قبيلتين، فيُدفَع عنه هذا الدَّين.
إعطاء أموال الزكاة لتجهيز المجاهدين الذين يخرجون للجهاد في سبيل الله -عز وجل-، ويدخل في هذا الصنف الدُّعاة إلى الله -عز وجل
هو المُسافر الذي انقطع في سفره، ولمْ يتبقَّ معه نفقةٌ لينفق على نفسه، أو للعودة لبلده، فيُعطى من الزَّكاة بمقدار ما يحقّق مصلحته حتى وإن كان غنيّاً في بلده.
يجب أن يتمّ توزيع الزكاة بعد جمعها على المصارف الثمانية، ولا يُشترط في توزيعها أن تَشمل جميع المصارف وهو قول الحنفية، والمالكية، والحنابلة، وعمر وابن عباس -رضي الله عنهما-، وقال الشافعي إنَّه يجب استيعاب جميع مصارف الزّكاة، فتُوزّع على الأصناف الثمانية.
معلومة مفيدة : الإيمان بالقدر خيره وشرِّه وعدم التفكير المفرِط سواء في الماضي أو المستقبل، وإنما محاولة أخذ الدرس من الماضي لتطبيقه في المستقبل والتوكّل على الله.
هل كان المقال مفيداً؟
نعم لا