يعتبر التاريخ الإسلاميّ تاريخاً حافلاً بصور البطولة التي جسّدها المسلمون الأوائل في المعارك والغزوات التي شاركوا فيها، والمواجهات التي قامت بينهم وبين أعداء الحقّ وأعداء الإسلام، وجميع ما أصاب له المسلمون من قتل وتعذيب منذ بداية الإسلام وفي الحروب والمعارك ما هو إلّا لإعلاء كلمة الحقّ وكلمة الدِّين، وإنّ الناظر إلى التّاريخ المستمر لما يُقارب 1040 عام، ليجده حافلاً بالعزّة والبطولة، والمعارك والغزوات التي خاضها 

معنى الغَزْوة

للغزوة عدّت معانٍ في اللغة والاصطلاح، وبيان ذلك على النحو الآتي:

معنى الغَزْوة لُغةً:

تعرف الغزوة في اللغة اسم، وجمعها: غَزَوات، وغَزْوات، والغزوة مصدر مرّةٍ؛ فهي المرّة من الغَزْو، ويُقال: غزوة بدر؛ أي: معركة بدر، ويُقال: غَزَوات الرّسول صلّى الله عليه وسلّم؛ أي: معاركه، ويُقال: غَزَا الشيءَ غَزْواً؛ أي: أَراده وطلبَه، ويُقال: غَزَوْتُ فلاناً أغْزوهُ غَزْواً، والغَزْوة تُطلَق على ما يُغْزى ويُطلَب.

معنى الغزوة اصطلاحاً:

هي الجيش الذي يخرج من بلاده أو موطنه؛ متعمدا قتال أهل الكفر ومواجهتهم، وقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قائداً ومُشاركاً في الكثير من الغزوات، أمّا المواجهة التي لا يكون فيها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-فيُطلَق عليها اسم السريّة

غَزَوات الرّسول

شارك النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في العديد من الغزوات، وكانت مشاركته فاعلةً ودوره بارزاً في جميع المعارك التي شارك فيها، ومن المعارك والغزوات التي شارك فيها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ما يأتي:

غزوة ودان:

وتُعرَف بغزوة الأبواء، وقد حدثت هذه الغزوة في شهر صَفَر من السنة الثانية للهجرة، وكان عدد المجاهدين فيها من المسلمين سبعين صحابيّاً.

غزوة سفوا:

تُعرَف باسم غزوة بدر الأولى، وقد وقعت في شهر ربيع الأوّل من السنة الثانية للهجرة، بقيادة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وبلغ عدد المسلمين فيها سبعين صحابيّاً.

غزوة بدر الكبرى:

حدثت هذه الغزوة في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، وقد كان عدد المسلمين فيها 313 صحابيّاً، بينما كان عدد المشركين 1000 بقيادة أبي جهل، واستُشهِد من المسلمين في هذه الغزوة 22 صحابيّاً، وقُتِل من المشركين70، وجُرِح 70 آخرون

غزوة ذي العشيرة:

وقعت هذه الغزوة في شهر جمادى الآخرة من السنة الثانية للهجرة، حيث كان عدد المسلمين فيها 150 صحابيّاً.

غزوة السويق:

حدثت في شهر ذي الحِجّة من السنة الثانية للهجرة؛ حيث كان عدد المسلمين فيها مئتَي صحابيّ، وبلغ عدد المقاتلين من المشركين 200 مشرك بقيادة سفيان بن حرب الأمويّ.

غزوة أُحُد:

حدثت في شهر شوّال من السنة الثالثة للهجرة، حيث كان عدد المسلمين فيها 650 صحابيّاً راجلاً، و200 صحابيٍّ راكب، بينما كان عدد المشركين 3000 مقاتل بقيادة سفيان بن حرب، وقد استُشهِد في المعركة 70  صحابيّاً، بينما كان عدد الجرحى 40 جريحاً، أمّا المُشركون فسقط منهم 30 قتيلاً.

غزوة بني النضير:

وقعت في شهر ربيع الأوّل من السنة الرابعة للهجرة.