اختلفت الآراء حول تعريف ومفهوم التربية وفقاً للمنطلق الفلسفيّ لكلّ جماعة إنسانيّة؛ وتُستخدَم الفلسفة في تعزيز المُعتقدات والقيم عند الأجيال، فتعرّف التربية بأنّها تربية الجسم وتزويده بحاجته من الطعام والشراب حتّى يصير قوياً وقادراً على التعامل مع الحياة، وحيث تعني التربية العناية المُقدمة للمراحل العُمريّة الصغيرة، وايضا تشمل هذه العناية الجوانب الأخلاقيّة والجسميّة؛ ممّا يُساهم في اكتساب الإنسان بمرحلة الطفولة معايير الأسرة المُنتمي لها والقواعد السلوكيّة الصحيحة، حيث كما انه تُشكّل التربية النموّ الذي يزود الطفل بجميع أنواع الثقافة والمعارف.

فلسفة التربية:

تُعتبر فلسفة التربية تطبيق منهج ونظرة الفلسفة على التربية بسبب دورها في تحديد الطريق الخاص بعملية التربيّة، والمساهمة في تعديلها ونقدها وايضا تنسيقها لتواكب المُشكلات والصراعات الثقافيّة، كما انه تُمثّلُ فلسفة التربيّة الجهد المُستخدم في تنفيذ الأفكار الفلسفيّة في بيئة التربية، أو السعي إلى نشر نظرة الفلسفة العامة ضمن المكونات الخاصة بالتربية،  وتبحث عن القيم والمعرفة، وتنتقد الفروض القائمة عليها، وايضا تُساهم في توفير التنسيق الخاص بالعمليات التربويّة، وجعلها تواكب مشكلات المجتمع.

استقلاليّة العلوم عن الفلسفة:

عُرِّفت الفلسفة قديماً بأنّها أمُّ العلوم؛ نظراً لتدنّي مستوى المعرفة آنذاك، وازدهار المعرفة واتّساعها، استحال على العقل الواحد الإلمام بها وبهذا الكمّ الهائل من المعلومات؛ وظهرت الحاجة إلى تخصيص العلوم ودراسة الوقائع الماديّة، حيث ممّا أدّى إلى ابتكار منهجٍ مناسبٍ يقوم على الملاحظة والتّجربة.

الفلسفة العملية:

تُعرف الفلسفة العملية بأنّها ذلك النوع من الفلسفة الذي يخرج الفكرة من كونها مجردة وايضا تحويلها إلى سلوك عملي يمكن ممارسته؛ فتسلط الضوء على المبادئ الأولية التي تفرض سيطرتها على السلوك الإنساني في مجتمعه، وحيث يرجع تاريخ ظهور الفلسفة العملية إلى الفترة الزمنية بين 1596-1650ميلاديا على يد الرياضي والفيلسوف رينيه ديكارت، والذي قدم كماً هائلاً من الأطروحات الفلسفية الغربية حول الفلسفة العملية، وحيث يذكر بأنّه قد جاء بهذا الشق من الفلسفة كبديل قوي للفلسفة النظرية.

مفاهيم فلسفية:

تعتبر الفلسفة أسلوباً من الأساليب الفكرية، وترتبط بها الكثير من الدراسات، والآراء، فهذا ما أدّى إلى جعلها تجمع الكثير من المفاهيم، والمصطلحات، والتي يُطلق عليها مُسمّى مفاهيم فلسفية. حيث عرّف الفيلسوف الفرنسي دولوز الفلسفة بأنّها فنٌّ يساهم بابتكار المفاهيم، وبنى تعريفه هذا على فكرة أنّ الفلاسفة يهتمّون بدراسة الطبيعة المحيطة بهم، واالذين يحصلون منها على مجموعة من الأفكار، وايضا المعارف المرتبطة بفكر فلسفي معين.