الذهنية العلمية هي الطريق لفهم العالم من حولنا بشكل أفضل وكيفية التكيف معه، إذ تعتبر من الطرق المهمة علميًا وعمليًا في حيانا اليومية، هي الطريقة التي تجعل من كل منا مفكرًا علميًا، والتي تجعلنا لا نتوقف عن تعلم أشياء جديدة، مع أننا نحترم الحقائق العلمية الموجودة، إلا أن الذهنية العلمية تدفعنا للتشكيك فيها وتطورها وممارستها.

مبادئ الذهنية العلمية

تتعتمد الذهنية العلمية على الكثير من المبادئ، يُمكن توضيحها كما يأتي:

طلب البراهين

يعتبر طلب البراهين والأدلة على القضايا التي يسمعها الشخص أحد أبرز المبادئ العقلية، فتقديم شخص ما الادعاءات أو الفرضيات الغير مألوفة، يعتمد عليه ضرورة أن يظهر بعض الأدلة الداعمة لها، وكذلك النظريات يجب أن تكون مدعومة بأدلة مؤكدة ليكون صاحبها حينها قادرًا على تبرير نظريته.

القابلية للخطأ

يشرح هذا المبدأ أن الفرضيات دائمًا قابلة للخطأ، إذا كان لا بد من أن تكون النظرية ذات مغزى، فيجب افتراض أنها خاطئة، يجب أن تثبت البيانات والملاحظات التي تم جمعها أنها ليست خاطئة، وذلك لأن تفكير الناس في أي أمر جديد يكون بتخطئته، وسيواصل الناس التفكير حول هذا الموضوع على أنه وهمي ومرفوض بالنسبة لهم ما لم يتم إثباته.

الحرص على نفاذ النظرية وندرة الاستثناءات

تعني نفاذ النظرية واطرادها وتجنب تخلفها في حالات مخالفة أو عدم وجود استثناءات لهذه القاعدة، بحيث يتكرر أنه كلما تم تطبيقها تحصل النتيجة نفسها، على سبيل المثال لقاح فيروس شلل الأطفال يجب أن يعطي نفس النتيجة عندما يتم إعطاؤه لأفراد متنوعه ، حتى يتم إطلاقه في السوق.

التمييز بين السببية عن مجرد التوافق

الذهنية العلمية تمتاز بين الأسباب العقلية، وبين مجرد التوافق، فمعلوم مثلًا أن حركة الأرض حول الشمس سبب لحصول تنوع الليل والنهار، ومعنى السببية أي أنهما لا يمكن أن يحصل أحدهما دون الآخر، لكن في مقابل السببية يظهر لدينا الارتباط الناجم عن ملاحظة عادية، فمثلًا يعتمد البعض على إطلاق قاعدة أن الأشخاص البدينون هم الأشخاص الذين يأكلون بكثرة، لكن علميًّا كلا العاملين لا يرتبطان ببعضهما البعض وليستا سببًا لبعضهما البعض، إذ قد تحصل السمنة بسبب مرضي مثلًا.