تعد مدينة تلمسان هي مدينة جزائريّة تُصنّف في المرتبة الثانية بين المُدن الجزائريّة، وتُعتبر عاصمةً لولاية تلمسان، وكانت في عام 2011 ميلاديا عاصمة الثقافة الإسلاميّة، وحيث تقع في الجهة الشماليّة الغربيّة من الجزائر، وايضا تبعد حوالي 600 كيلو متر نحو الجهة الغربيّة من مدينة الجزائر عاصمة الدولة الجزائريّة، والتي تنتشر في القسم الجنوبيّ من مدينة تلمسان أطراف جبال أطلس، كما انها تتميّزُ المدينة بموقعها الاستراتيجيّ الذي يقع على هضبةٍ تنتشر حولها مجموعة من الكروم وأشجار الزيتون، وحيث أنّها قريبة من منطقة البحر المتوسط؛ إلّا أنّ ارتفاعها يصل إلى 800 متر فوق سطح البحر.

اسم مدينة تلمسان:

تُعتبر مدينة تلمسان من المُدن الجميلة في الجزائر؛ ممّا أدّى إلى تسميتها بأسماءٍ كثيرة، مثل: غرناطة أفريقيا، وجوهرة شمال أفريقيا ولؤلؤة المغرب العربيّ، أمّا اسم المدينة الأصلي تلمسان يمتلكُ أصولاً تنتمي إلى اللغة الأمازيغيّة، ولذلك لا يوجد اتفاق واضح على معناه أو تفسيره، فيرى بعض المُفكّرين أنّ معناه النبع الجاف، بينما يرى غيرهم أنّه بمعنى مدينة الينابيع

تاريخ مدينة تلمسان:

إنشاء مدينة تلمسان:

يُعتبر السُكّان من القبائل الأمازيغيّة أوّل شعب ساهم في بناءِ مجتمعٍ سُكانيّ في مدينة تلمسان، أمّا إنشاء المدينة يعود إلى القرن ال4 الميلادي في عصر الرومان ولاحقاً احتلها الوندال، وأثناء القرن ال8 للميلاد وصلها الفتح الإسلاميّ؛ حيث ممّا ساهم في تحويلها لمدينة مهمة ونقطة للتطورات الثقافيّة والحضاريّة، ومنطقة مركزيّة لمجموعة دويلات إسلاميّة، وايضا من أهمّها: بنو زناتة، والمرينيين، والمرابطين والموحدين، والدولة الإدريسيّة.

الاحتلال الفرنسي والاستقلال:

وصل الاحتلال الفرنسيّ إلى تلمسان سنة 1842 ميلاديا، وحرصت السلطات الفرنسيّة على تغيير أسماء طُرقها، وفي سنة 1872 ميلاديا دمرت المدرسة التشفينيّة، وايضا تميّزت مدينة تلمسان بدورها الأساسيّ في المقاومة الجزائريّة بقيادة الأمير عبد القادر الجزائريّ، وحيث شهدت تلمسان في عام 1863 ميلاديا اندلاع معركة عشبة بين الأمير عبد القادر الجزائريّ والقوات الفرنسيّة، وحيث تمكّن الفرنسيون من السيطرة على قصر المشور في المدينة، ولكن استطاع الأمير عبد القادر أن يستعيده في عام 1887 ميلاديا وحيث ظلّت مدينة تلمسان ضمن الاحتلال الفرنسيّ إلى أن حصلت الجزائر على استقلالها في عام 1962 ميلاديا.

حُكم تلمسان وانهيار الأندلس:

تُعد مدينة تلمسان الممر الأول نحو المغرب الأقصى وعندما كانت تحكمها الدولة الإدريسيّة تمكّن الموحدون من السيطرة عليها في عام 541 هجريا، ومع مرور الوقت انهارت وتراجعت دولة الموحدين وحيث تحولت إلى أربع دويلات، وهي الدولة النصريّة القادمة من غرناطة والتي تُعرَّف أيضاً باسم دولة بنو الأحمر، وايضا في المغرب الأقصى ظهرت دولة بنو مرين، وايضا في الجهة الشرقيّة من تونس والجزائر ظهرت دولة بنو حفص، ومن ضمن المغرب الأقصى كانت دولة بنو عبد الواد التي شملت أغادير وتلمسان.